مراحل تشكل وعي الهوية عند الفلسطينيين

حليمة أبو هنية[*]

 ربما ليس من السهل كتابة تاريخ الهوية الفلسطينية بسبب الأحداث الجمة التي ساهمت في تشكُّل هذه الهوية من ناحية، أو حاولت طمسها من ناحية أخرى، وبسبب تداخل المكونات التي تشكل هذه الهوية.

لم يكن تطور الهوية الوطنية الفلسطينية حدثا فجائيا، وإنما كانت العملية تدريجية تمت على عدة مراحل، وكانت أحيانا تتوقف عند محطة معينة لفترة ما، حتى تبلورت بالشكل الذي هي عليه الآن. وقد كان للأزمات والنكبات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني على مدى الأزمان أثر كبير في تشكل هذه الهوية، وبخاصة الأزمات المعاصرة في القرن العشرين.

وحيث يعتبر بعض المؤرخين أن الهوية الفلسطينية بدأت بالتشكل منذ زمن الكنعانيين، إلا أن البعض الآخر يرى أن الوعي للهوية عند الفلسطينيين قد تطور في بدايات القرن العشرين مع ظهور الصهيونية التي أصبحت تهدد الكيان والوجود الفلسطيني على أرضه، وبخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وأفول الدولة العثمانية، والذي نتج عنه تقسيم الدول العربية ومن ضمنها فلسطين وإخضاعها للاستعمار الغربي، أي بعد العام 1917.

محاولات طمس الوجود الفلسطيني ربما كان من أهم الأسباب التي عززت الاحساس بضرورة تعزيز الهوية، حيث أن الهوية تعني الوجود في المقام الأول، فهي الحامي للكيان السياسي والاجتماعي والثقافي.

تتطرّق هذه الورقة إلى تعريف الهوية، وأهم المراحل التي مرت بها الهوية الفلسطينية خلال تشكّلها، وأثر النكبات المتوالية على وعي الفلسطينيين للهوية.

في البداية يتمّ التطرّق إلى مفهومها من حيث ذكر بعض تعريفاتها التي قدمها مفكرون وباحثون عرب، ومن حيث المقوّمات التي تستند إليها أية هوية لتستمد خصوصيتها والتي تشتمل من بين أخريات على اللغة والتاريخ والدين والثقافة والعادات والتقاليد.

تتطرق الورقة أيضا إلى مراحل تشكل الهوية الفلسطينية منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا ويكون التركيز على الأحداث الحاسمة من ثورات ونكبات حلّت على فلسطين والتي ساهمت في تعزيز الوعي لأهمية الهوية عند الفلسطينيين، مثل، ثورة العام 1936-1939، نكبة العام 1948 والانتفاضة الفلسطينية للعام 1987، بالإضافة إلى الوضع الفلسطيني ما بعد اتفاقات أوسلو.

تتطرّق الورقة أيضا إلى المكونين العربي والإسلامي في الهوية الفلسطينية، واللذين تركا ولا يزالا آثارا كبيرة على الهوية الفلسطينية. وربما حلّا مكان الهوية الوطنية الفلسطينية في مرحلة من المراحل بسبب أن فلسطين جزءٌ من العالمين العربي والإسلامي، لذلك لا يزالان يعتبران من المكونات الأساسية في الهوية الفلسطينية.

في كتابه “الهوية الفلسطينية: تكوين الوعي الوطني المعاصر” أكد رشيد الخالدي أن جذور الهوية الفلسطينية سبقت نشوء الوعي الفلسطيني العام بهذه الهوية حيث بدأ سكان فلسطين بتخيل أنفسهم كوحدة سياسية مميزة منذ بداية القرن العشرين. وظهر هذا عندما اقترح الكاتب نجيب عزوري في العام 1908 فكرة توسيع سنجق القدس ليشمل فلسطين الشمالية “لأن ذلك ضروري لتطور أرض فلسطين، بحسب تعبيره”.[1] في منظوره هذا للهويّة الفلسطينيّة، بنى الخالدي جدله على نظريّة “الجماعات المتخيّلة” لبندكت أندرسون الذي ربط بين ظهور الخطاب الإعلامي وبدء الوعي للأنا والآخر.

وفي الوقت الذي يؤمن البعض أن بالإمكان التعايش بثلاث هويات– الهوية الوطنية والهوية العربية والهوية الإسلامية – يقول موسى البديري[2] إنّ “فقدان الدولة، ومن ثم فقدان مشروع لبناء الأمة، قد عوّقا نمو هوية فلسطينية محددة مرتبطة بالأرض.”

مفهوم الهويّة

يختلف مفهوم الهوية من حضارة لأخرى ومن باحثٍ لآخر؛ وهذا يضعنا أمام مجموعة من التعريفات المختلفة، إلا أن بامكان هذه التعريفات أن تجمل الإطار العام للهوية على أنها “ليست شيئا منجزاً ونهائياً منغلقاً على ذاتهِ، وإنما امتداد للتاريخ والحضارة، وهي قيم وخصائص قابلة للتحوير والتطوير والتحول من زمن لآخر… والهوية أيضا عرفت باعتبارها شعورا جمعيّا لأمة أو لشعب ما، يرتبط بعضه ببعضهِ ارتباطا مصيريّا ووجوديّا”. ويورد الكاتب والباحث الفلسطيني محمد البشتاوي مجموعة من التعريفات التي قدمها بعض الباحثين والمفكرين في كتاباتهم. ومن هذه التعريفات:[3]

  • الهُوِيَّةَ اصطلاحا “الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النُّواة على الشجرة في الغيب المطلق” [الجرجاني، التعريفات، مكتبة مصطفى الحلبي، القاهرة 1938م].
  • الهوية “هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه، وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات وطرائق الإنتاج الاقتصادي والحقوق، وهي الوعي المتطور للفكر الإنساني والإنجاز الرائع [يوسف مكي- صحيفة الوطن- الرياض، السعوديّة- الأربعاء 30 تموز (يوليو) 2003م ـ عدد 1034].
  • ليست الهوية مجرد قيمة في ذاتها أو فيما تخلقه من شعور بالخصوصية، وإنما تنبع قيمتها مما يقدمه الإطار الذي تخلقه من فرص حقيقية للتقدم وتوسيع هامش المبادرة التاريخية للشعوب والجماعات التي تنطوي تحت شعارها. [غليون، برهان “حوارات من عصر الحروب الأهلية”، المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت. 1995م].
  • تميز جماعة بهوية لا يعني تطابق أفراد الجماعة. إن التماس الوحدة والتجانس والتماثل أبداً هو التماس لموات الوجود والتماس لخاصية التحجر والجمود وبالتالي تتناقض مع جوهر الديمقراطية، الهوية الحقة هي تطابق الهوية مع الاختلاف كما ذهب هيجل. (د. إبراهيم أبراش، الهوية في الدستور الفلسطيني، مجلة رؤية الإلكترونية).
  • الهوية من منظور ماركسي: الطبقة هي التعبير الأهم للهوية، وصراع الطبقات هو المحدد الأساسي في التاريخ (هيثم مناع؛ صناعة الهوية، مجلة مقاربات الإلكترونية).

ويقدم شريف كناعنة[4] تعريفه للهوية على أنها “ليست شيئا ملموسا يمكن تعريفه بأبعاد وصفات واضحة، بل إن هناك العديد من التعريفات حسب النظريات ووجهات النظر المختلفة… يمكن القول بأن الهوية هي كيفية تعريف الفرد لذاته… (و) يجب أن ينسب الإنسان نفسه لما يحيط به أي بالنسبة إلى باقي العالم”. فالهوية هي صورة الفرد عن موقعه على خريطة العالم.

هذا ويعتبر البعض أن مفهوم الهوية تبلور حديثا مع قيام الثورة الفرنسية في عام 1789 والذي ما لبث أن انتشر في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، ثم في مختلف أنحاء العالم. ويعتبر البعض أن فكرة الهوية ربما تكون قدمت للمجتمعات العربية بفعل وصول المؤثرات الاقتصادية والفكرية الأوروبية.[5]

مقوّمات الهويّة

تقوم الهوية الوطنية على عدة مقوّمات أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، وهموم الشعب وطموحاته، إلا أن “هناك مستوى عاماً من التهديد، تواجهه الهوية، ليس فقط في فلسطين، بل في العالم كله وهو العولمة من نواحي الثقافة التي يتمّ بثها عبر الفضائيات. والجانب الثاني من التهديد الذي تواجهه الهوية الفلسطينية هو إسرائيل التي عملت على تغيير الواقع واستطاعت تحطيم دور الزراعة والاقتصاد الفلسطيني برموزه الفلاحية والارتباط بالأرض.”[6]

تعكس الثقافة واقع المجتمع ومسيرته وتطوّره وأوضاعه وعلاقاته الاجتماعيّة القائمة. ونقلا عن فرانز فانون، يعرف الجابري الثقافة على أنها “مجموع الجهود التي يبذلها شعب من الشعوب على صعيد الفكر من أجل أن يصف ويبرر ويغني النظام الذي به يتكون الشعب ويبقى”.[7]

يشكّل التراث جزءا من تاريخ الشعوب حيث يصوّر العادات والتقاليد والفنون الشعبية والحرف التقليدية التي تعبّر عن مدى تفاعل الشعوب بالبيئة المحيطة بها. وكذلك الفلسطينيون، استطاعوا أن ينفردوا بنمط تراثي مميز رغم عدم انعزالهم عن محيطهم العربي. فقد تميز الفلسطينيون ببعض العادات والتقاليد والحرف اليدوية والتي شكلت عنصرا أساسيا في بنية الهوية الوطنية حيث من خلالها استطاع الفلسطينيون أن يعكسوا نشاطاتهم وممارساتهم الحياتية. وقد تجسد ذلك في الأمثال الشعبية، الحكايات الشعبية، تصاميم البيوت، الحرف اليدوية والتي اشتملت على صنع الفخار، والخزف، والخشب، والزجاج والصدف، بالإضافة إلى المظاهر الاجتماعية داخل الحياة الفلسطينية والتي ظهرت في اللباس الفلسطيني المميز لكل من الرجل والمرأة والثوب الفلسطيني المطرَّز والذي يعتبر لوحة شعبية متكاملة من صورة ورمز وخطوط وألوان وأشكال ذات وحدات زخرفية… فتلك تعتبر من أهم الأوجه المعبرة عن الشخصية الفلسطينية داخل الحدود الجغرافية حضاريا وثقافيا واجتماعيا والتي يحملها الفلسطيني خارج حدوده لتعبر عن هويته.[8]

اللغة من أهم مقومات الهوية التي تجمع بين أفراد المجموعة الواحدة. لكن يرى البعض أن حال اللغة العربية في فلسطين واقع بين مطرقة الإنجليزية وسندان العبرية في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس الهوية العربية في فلسطين. ويظهر ذلك باستخدام العديد من الكلمات العبرية خلال الحديث اليومي بين الفلسطينيين حتى أصبحت هذه الكلمات شائعة أكثر من مرادفاتها العربية وذلك بسبب الاعتماد الكبير على إسرائيل في الحياة اليومية من عمل وشراء منتجات وتلبية احتياجات.[9]

فاللغة كما يصورها محمد عابد الجابري[10]، إنّ روح شعب من الشعوب “تتجلى في لغته القومية” فهي ليست مجرد أداة للتعبير وإنما هي “الفكر ذاته، إنها الوجدان ذاته، إنها الثقافة ذاتها.”

جذور الهويّة الفلسطينية

تشير الحفريات الأثرية إلى وجود الإنسان في فلسطين منذ أقدم العصور. إذ يعود الوجود البشري في فلسطين إلى العصر الحجري القديم الأدنى، لذا يرى البعض أن الهوية الفلسطينية بدأت منذ بدايات الحياة البشرية، ويعتبرون أن الحضارة قد بدأت من فلسطين حيث أُنشئت مدينة أريحا كأول مدينة في التاريخ. ثم جاء الكنعانيون وهم عناصر سامية قطنت فلسطين ولبنان وسوريا منذ أقدم العصور. يقال أنهم يسمون بالكنعانيين نسبة إلى “كنعان بن حام بن نوح” ويقول البعض أن كلمة كنعان تعني “الأرض المنخفضة” والتي تنطبق على فلسطين لاختلافها عن مرتفعات لبنان.[11]

و”الفلسطينيون” تعود تسميتهم إلى القبائل التي سكنت شاطئ فلسطين الجنوبي الغربي من غزة جنوبا إلى يافا شمالا، ومنهم جاءت تسمية فلسطين، وأهم المدن التي استوطنوها غزة وعسقلان وأسدود وعقرون وجت … وقد ورد أقدم ذكر للفلسطينيين في النصوص المصرية والآشورية حيث سميت بلادهم “بالاستو” أو “بيلستو” وهو الاصطلاح اليوناني نفسه “فلستيا” والذي أصبح باليستينا (فلسطين) … وقد جاء الفلسطينيون إلى فلسطين في موجات متعاقبة .. وقد تطور معنى كلمة “فلستي” عبر التاريخ ليعني بالنسبة للغرب اليوم “الفلسطيني القديم”.[12]

هذا ويفترض عصام نصار “أن بداية تشكل شخصية فلسطينية متميزة يعود إلى تعامل– أو تصادم – مناطق الريف الفلسطيني مع الاستيطان اليهودي. كان هدف الاستيطان اليهودي هو تأسيس مستعمرات زراعية، وهذا ما دفع إلى أن تبدأ الصدامات في الأرياف وليس في المدن. ويقول نصار إن العديد من الجمعيات والمنظمات سواء أطلقت على نفسها صفة العربية، السورية، الإسلامية أو المسيحية، قد أخذت بالتشكل بغرض الدفاع عن فلسطين في وجه الخطر الصهيوني”.[13]

آثار النكبات على تشكّل الهويّة الفلسطينية

ثورة العام 1936لقد هبّت الثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي 1936-1939، ضد الإنجليز والتي خلقت “حركة فلاحية حقيقية توحي بالخاصية الانتقالية للهوية الفلسطينية وللتنظيم السياسي” حيث كانت حركة مقاومة معبأة بمزيج من الأفكار العشائرية القديمة والأفكار الحزبية وأيضا بواسطة المصلحين الإسلاميين أمثال الشيخ عز الدين القسّام وجمعية الشبّان المسلمين.[14]

النكبة الفلسطينية (1948): لقد قلبت أحداث نكبة العام 1948 النظام الفلسطيني سياسيا واجتماعيا لتبدأ مرحلة جديدة في تشكل مجتمع جديد قائم على اللجوء بالأساس. فبالنسبة للنسيج الفلسطيني الناتج عن النكبة، نجده كالتالي: اللاجئون في الشتات في الدول العربية المجاورة في الأردن وسوريا ولبنان، وفلسطينيو الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يسمى بأراضي العام 1967، وفلسطينيو الخط الأخضر أو ما يدعون بـ”عرب 48″. هذا التقسيم عمل على إيجاد بعض الفروقات الثقافية والاجتماعية والسياسية بين الفلسطينيين، إلا أنه لم يستطع أن يلغي الوجود الفلسطيني. وقد اعتبرت النكبة انطلاقة جديدة دفعت بالكثير من الفلسطينيين للانخراط في العمل التنظيمي السري السياسي والعسكري وبادر الفلسطينيون إلى تنظيم الصفوف وتأسيس الخلايا الصغيرة مثل كتائب الفداء العربي في العام 1949 بقيادة جورج حبش، ووديع حداد وهاني الهندي وجهاد ضاحي، وتشكيل الاتحادات كاتحاد طلبة فلسطين في دمشق عام 1948.[15]

ويرى الدكتور صالح عبد الجواد[16] أن النكبات التي حلت بالفلسطينيين ومنها ثورة العام 1936 ونكبة العام 1948 لعبت دورا كبيرا في تعزيز الهوية، رغم أن نكبة العام 1948 من جانب آخر، خلقت حالة الشتات والتي خلقت بدورها تغييرات مادية مهمة جدا لأن الفلسطينيين تبعثروا في بقاع الأرض لوجودهم تحت أنظمة سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة. فمن ناحية خلقت النكبات عاملا ثقافيا يشد للهوية، لكن الوقائع المادية وذاكرة التهجير القسري كان لها أثر سلبي. ويعتبر د. صالح أن هذه النكبات قد خلقت ارتباطا جمعيا، لكن من ناحية أخرى عدم وجود رواية فلسطينية موحدة والظروف الموضوعية والحقائق الاقتصادية ربما تضعف هذه الهوية.

ويقول الخالدي إن الشتات وإن كان قد زوَّد الفلسطينيين بتجربة خاصة تميزهم عن غيرهم من الشعوب، إلا أنه أدى أيضا إلى إعاقة بروز الهوية الفلسطينية سياسيا وإن إلى حين. ورغم ذلك، فإن فترة اللجوء هذه هي التي شكّلت مراحل البداية، أو بتعبير الخالدي “ما قبل التاريخ”، للجيل الفلسطيني الوطني الجديد.[17]

الانتفاضة الأولى (1987): الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 شكلت تحولا مهما في الحياة الفلسطينية السياسية والشعبية “بانتقال مركز الثقل الفلسطيني إلى الداخل بعد تمركزه لعقود في الشتات”[18] وذلك بسبب وجود القيادة الممثلة للشعب الفلسطيني (منظمة التحرير الفلسطينية) في الخارج.

هذا واستطاعت الانتفاضة العمل على تأكيد البعد الوطني في الشخصية الفلسطينية التي تحاول ممارسة حقها في النضال على أرض فلسطين، وظهرت نتائج تطور هذه الشخصية في قرار فك الارتباط عام 1988 بين الأردن والضفة الغربية لقطع الطريق على الاحتلال تنفيذ سياسة الترانسفير أو الوطن البديل. [19]

ما بعد أوسلومن التطورات التي حصلت بعد توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993، كان إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية واستقدام فلسطينيي الشتات مما خلق تنوعا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا جديدا على الساحة الفلسطينية. فقد عملت السلطة الفلسطينية الجديدة على دمج النخب السياسية والاجتماعية بصهر المجتمعات “المجزأة في الضفة الغربية وغزة، وهو أمر لم تستطع الحركة الوطنية أن تفعله خلال 29 عاما من الحكم الإسرائيلي… وبهذا فقد تم تجاوز الانقسام الذي كان سائدا في السياسة الفلسطينية بين قوى الخارج والداخل”.[20]

تداعيات أوسلو ودوره بالمجمل كان سلبياً أكبر منه إيجابياً، على تعزيز الهوية الفلسطينية رغم وجود جوانب أخرى مثل عودة الفلسطينيين للوطن مما جعل هناك عنواناً للفلسطينيين وبخاصة بعد ضرب عنوان منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. لكن قيم الاتفاق في النهاية تضعف الهوية الفلسطينية، فهناك طرف فلسطيني يشعر أنه خارج الإطار وأن أوسلو لا يعبر عنه مثل الفلسطينيين في الخارج والفلسطينيين داخل الخط الأخضر (عرب 48) الذين وضع أوسلو حدا نهائيا بينهم وبين بقية الفلسطينيين. فعناصر التذويب في أوسلو كانت أكثر من عناصر التعزيز بالنسبة للهوية الفلسطينية.[21]

المكوّن الإسلامي في الهويّة الفلسطينيّة

تحظى فلسطين بمكانة دينية عالية كونها مهداً للديانات السماوية الثلاث. وقد وصل الإسلام إلى فلسطين إبان الفتوحات الإسلامية حيث فتحها خالد بن الوليد بعد معركة أجنادين عام 13هـ، ومعركة اليرموك عام 15هـ والتي بعدها جاء الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب بنفسه لاستلام مفاتيح القدس. القدس هي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولى استلام مفاتيحها خليفة المسلمين وذلك لمكانتها الكبيرة. “وقد كتب عمر بن الخطاب لأهل القدس وقتها عهده الشهير المعروف باسم (العهدة العمرية)”. هذا وبعد 88 عاما من الاحتلال الفرنجي، استطاع القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي فتح بيت المقدس سنة (853هـ-1187م) في معركة حطين. وبعد الأيوبيين حكم المماليك فلسطين إلى أن ضعف حكمهم وسيطر العثمانيون على فلسطين عام 1516م ليستمر حكمهم أربعة قرون متواصلة. حكمت الدولة العثمانية فلسطين كـ”دولة إسلامية تمثل جميع المسلمين”، ولاحقا بدأ الوطنيون الفلسطينيون بمناهضة الاستبداد العثماني، فبدأت الحركة الوطنية الفلسطينية “بالتعبير عن نفسها فكرياً ثم سياسياً” فأسست أول جمعية عربية سرية مناهضة للحكم العثماني في بيروت عام 1875 وبخاصة بعد تفشي سياسة التتريك والتي تهدف إلى تقوية العنصر التركي وإحياء الفكرة الطورانية التي تعمل على إذابة الشعوب التي يحكمها الأتراك في البوتقة التركية.[22]

استيقظ الحس القومي العربي عند الفلسطينيين بعد وصول جماعة الاتحاد والترقي إلى الحكم في اسطنبول عام 1908، حيث انتشر الفساد بعدها في الجهاز الإداري للقدس والذي سهل دخول اليهود إلى فلسطين وشراء الأراضي، ما دفع شيوخ فلسطين مثل الشيخ أسعد الشقيري والشيخ ماضي أبو العزائم إلى اصدار فتاوى تحرم بيع الأراضي والأملاك لليهود في محاولة للتوعية لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تهدد الكيان الفلسطيني. [23]

كان لانهيار الدولة العثمانية أثر على مدى الالتزام الديني للشعوب العربية، وتحول الإسلام من حركة تميز الشعوب إلى ممارسة شخصية. لكن سرعان ما عاد عنصر الدين يطغى من جديد للاعتقاد أن “الإسلام وحده قادر على صون الهوية الإسلامية من أن تطغى عليها موجة الثقافة الغربية العارمة التي تلف الكرة الأرضية.”[24]

بعد تصريح بلفور والانتداب البريطاني على فلسطين في العام 1917، تم إنشاء أول جمعية مناهضة للاستعمار البريطاني في يافا برئاسة الحاج راغب أبو السعود الدجاني تحت اسم “الجمعية الإسلامية المسيحية الفلسطينية” وتوالى إنشاء الجمعيات من هذا النوع لتصل إلى خمس عشرة جمعية. في هذه الفترة واجه الفلسطينيون معاناة جراء “طرد الفلاحين من أراضيهم لحساب المستوطنين الصهاينة وتقلصت فرص العمل مع تدفق اليهود إلى البلاد… فشهدت هذه الفترة صدامات طائفية بين العرب واليهود”، ما حدا بالصراع أن يتخذ طابعا دينيا وتداخلت عناصر الدين والسياسة في القيادة حيث تزعم “الحركة الوطنية آنذاك الحاج أمين الحسيني الذي كان مفتيا للقدس ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى في آن.”[25] رغم ذلك لم يستطع الفلسطينيون تشكيل حركة وطنية قوية في ذلك الوقت للعمل على الاستقلال المحلي.[26]

لكن منذ بداية الانتداب البريطاني، استطاعت الحركة الإسلامية في فلسطين أن تلعب دورا بالغا في “استيعاب خطاب وطني”. هذا الخطاب الإسلامي-الوطني لاقى ترحيبا في صفوف أهل الأديان حيث إنها اللغة الوحيدة التي يمكن لهم أن يستوعبوها في ذلك الوقت أكثر من أية أفكار وطنية كانت في ذلك الحين غريبة تماما عن تفكيرهم. وبهذا يشكل الإسلام أيديولوجيا مقاومة خلال فترة الانتداب تم استخدامها في خطب الجمعة من قبل الأئمة والخطباء “لِبَثِّ فكرة المقاومة باعتبارها واجبا دينيا، ما جعل الناس ينظرون إلى “نضالهم ضد الاستعمار اليهودي بمنظور ديني.” [27]

في العام 1928، تم إنشاء فروع لجمعية الشبان المسلمين كتنظيم إسلامي بعد أن اقتصرت التنظيمات الإسلامية الخالصة في فلسطين في تلك الفترة على الجمعيات الخيرية والنوادي الثقافية. لعبت جمعية الشبان المسلمين دورا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية في تلك الفترة، رغم أن قانونها الأساسي ينص على عدم التدخل في الشؤون السياسية، فبدأت الجمعية باستقطاب الوطنيين الفلسطينيين منهم الشيخ عزِّ الدّين القسّام في حيفا، وحمدي الحسيني في غزة، محمد دروزة في نابلس والشيخ محمد سعيد عبد المعطي في صفّورية.

برز المكوّن الديني الإسلامي في الهوية الفلسطينية عندما تأزم الوضع في أواخر العام 1928 بعد مطالبة اليهود المتطرفين تغيير الوضع السائد في باحة حائط البراق، حيث دعا الحاج أمين الحسيني إلى مؤتمر إسلامي في القدس تم عقده في 2/11/1928 واشتركت فيه وفود من سوريا، ولبنان والأردن. وتلته بعد ذلك المظاهرات في العديد من مدن فلسطين من ضمنها القدس، فبدأت بعدها الصدامات بين العرب واليهود لمدة أسبوعين.[28]

تم رصد نشاط جماعة الإخوان المسلمين قبل سنوات من حدوث النكبة الفلسطينية حيث أيّد الإخوان الشعب الفلسطيني في الثورة الوطنية الكبرى (1936-1939)، وكان أول حضور رسمي للإخوان في فلسطين خلال زيارة اثنين من إخوان مصر هما عبد الرحمن الساعاتي ومحمد أسعد الحكيم إلى فلسطين وسوريا ولبنان في شهر آب من العام 1945، فتمّ تشكيل أول فرع لحركة الإخوان في غزة برئاسة الحاج ظافر الشوا ووضعت هدفها استرجاع فلسطين والقضاء على الدولة اليهودية، فرفضوا أية مشاريع تسوية سياسية ودعوا إلى “الجهاد المقدس” ضد اليهود بعد صدور قرار التقسيم عام 1947. وعند اندلاع حرب العام 1948، حارب الإخوان المسلمون إلى جانب الجيوش العربية. فقد لعب الدين دورا واضحا في التعبئة والمعنويات وبقي الإسلام من مكوّنات العروبة وليس بديلا عنها.[29]

المكوّن العربي في الهويّة الفلسطينيّة

الاستعمار الغربي واجراءات تجزئة الوطن العربي وما نتج عنه من فصل فلسطين عن بلاد الشام، كان من الأسباب الهامة وراء تمسك الفلسطينيين بهويتهم العربية لتحدي الخطر الصهيوني.

تعتبر رضوى عبد القادر[30] أن اتفاقية سايكس بيكو في أيار (مايو) 1916 هي بداية الخطر على فلسطين بشكل خاص، والبلاد العربية بشكل عام، حيث تم على أثرها تقسيم الدول العربية ما بين بريطانيا وفرنسا، وهذا نتج عنه فصل فلسطين عن سوريا وبلاد الشام، والذي عزز الشعور بضرورة حماية القومية العربية للفلسطينيين الذين تبنوا “منذ أيار (مايو) 1918 علم الثورة العربية ونشيدها، وظل نشاطهم مرتبطا بالنشاط القومي العربي العام، ولم تنفصل التعبيرات السياسية الأولى لحركتهم التي اتخذت شكل (الجمعيات الإسلامية المسيحية)، عن الحركة القومية العربية المتمركزة في دمشق.” وأكدوا دائما رغبتهم بعدم انفصال فلسطين عن الحكومة السورية العربية المرتبطة بالوحدة العربية.

برزت أهمية البعد العربي والوحدة العربية في مواجهة الخطر الصهيوني واعتبر العرب أن فلسطين في المقام الأول هي قضية عربية.

الاحتجاجات الفلسطينية على إجراءات فصل فلسطين عن سوريا برزت في عدة أشكال منها: إنشاء الأندية والجمعيات العربية في مدينة القدس، وإرسال مذكرة احتجاج إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، إلا أن مؤتمر سان ريمو في شهر نيسان (إبريل) 1920 جاء ليضفي شرعية دولية لاحتلال الأقاليم العربية، وكان هذا دافعا آخر لتمسك الفلسطينيين بهويتهم العربية. وقد رفض الفلسطينيون أي حديث عن مشاريع حكم ذاتي كان تقدم بها الانتداب البريطاني وقاطعوا انتخابات المجلس التشريعي الذي دعت إليه حكومة الانتداب في تشرين الثاني (نوفمبر) 1922 والذي تمت الإشارة إلى تشكيله في دستور فلسطين الذي وضعته الحكومة البريطانية في شهر آب من العام نفسه. حيث تم إعطاء هذا المجلس صلاحية إصدار قوانين، لكن بشكل لا يتعارض مع أحكام (صك الانتداب). وكان يشترط موافقة المندوب السامي البريطاني على القوانين قبل العمل بها. هذا وقد شارك الوطنيون “الفلسطينيون في تأسيس الأحزاب والحركات والجمعيات السرية العربية، التي تشكلت غداة إعلان الدستور العثماني في تموز (يوليو) 1908، وتبنوا أفكارها القومية الإصلاحية، إلا أن الشعور بالانتماء القومي في فلسطين قد انطبع منذ وقت مبكر بطابع خاص، طابع الانتماء إلى أرض ووطن محددين، يتهددهما خطر الضياع، بفعل الهجرة والاستيطان اليهوديين.”[31]

ويرى د. صالح عبد الجواد أن المكون العربي والإسلامي في حالة تكامل ولا تناقض، ولذلك فالقول إن المكون العربي في الهوية أقوى ليس دقيقا “وأعتقد أن الانطلاق من براديغم أن الفلسطينيين وقفوا ضد الدولة العثمانية خاطئ. من ناحية معرفية وتحليل، تشير دراساتي أن غالبية الفلسطينيين خلال الحرب الأولى كانوا موالين للعثمانيين. وأن الأفكار المناهضة عززتها النخبة التي درست في مدارس أجنبية، بالإضافة إلى القنصليات الغربية وبخاصة فرنسا، والتي لعبت دورا هاما في الشرق العربي دفع باتجاه تعزيز النزعات الانفصالية.”[32]

في اجتماع عقد في القدس في شهر آب (أغسطس) من العام 1932 تم إعلان تأسيس “حزب الاستقلال العربي” لتحقيق الأهداف التالية: استقلال البلاد العربية استقلالا تاما، البلاد العربية وحدة تامة، لا تقبل التجزئة وأن فلسطين بلاد عربية، وهي جزء طبيعي من سوريا.[33]

وكذلك تشكل “الحزب العربي” برئاسة جمال الحسيني في آذار (مارس) 1935 لإحياء فكرة الوحدة العربية. و”حزب العمال الاشتراكي” الذي يعتبر أول حزب ماركسي في فلسطين والذي تأسّس في أواخر 1919، ومنذ العام 1922، حمل اسم “الحزب الشيوعي الفلسطيني”. و”حزب الاصلاح” الذي تأسس في القدس في حزيران (يونيو) 1935 وقد ركّز برنامجه حول المطالبة بالاستقلال الفلسطيني ضمن الوحدة العربية. أما “حزب الكتلة الوطنية” والذي تأسس في تشرين الأول (أكتوبر) من السنة نفسها 1935، فقد اتخذ نهجا محايدا إزاء الصراع بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي وركز هدفه “في السعي إلى استقلال فلسطين التام والمحافظة على عروبتها ضمن الوحدة العربية.”

وقد أدى ظهور الأحزاب على الساحة الفلسطينية إلى ظهور الصحافة الحزبية مثل صحيفة “العرب” التابعة لحزب “الاستقلال”، و”اللواء”، و”الجامعة العربية” و”الوحدة العربية” التابعة للحزب العربي، و”الجامعة الإسلامية” و”فلسطين” و”مرآة الشرق” و”الصراط المستقيم” لحزب الدفاع، و”الكفاح” لمؤتمر الشباب، و”الغد” لرابطة الطلبة العرب، وصحيفة “الحياة” القريبة من حزب الاستقلال.

التعبير عن الميول القومية العربية عند الفلسطينيين ظهر أيضا، بالإضافة إلى الصحف، في الكتب مثل “أسس النهوض القومي” و”الماضي الحاضر” لأحمد كمال الذي أكد في كتاباته على الشخصية العربية للفلسطينيين.[34]

الصفة العربية ظهرت في أسماء الكيانات اللاتي تولت قيادة الشعب الفلسطيني في كفاحه الوطني مثل “اللجنة التنفيذية العربية” من 1919-1934، و”اللجنة العربية العليا” منذ 25/4/1936 حتى ربيع 1939. هذا وحظيت ثورة الشعب الفلسطيني الوطنية (1936-1939) بتأييد شعبي كبير في الأقطار العربية أدت إلى لجوء سلطات الانتداب البريطاني إلى الحكام العرب لإخماد هذه الثورة بدعوى أنها تهدد مصالح هؤلاء الزعماء، فبدأ التدخل الرسمي العربي لوقف هذه الثورة ودعت إلى وقف المعارك ضد “حليفتنا العظمى إنجلترا”.[35]

في العام 1945 تأسست “جامعة الدول العربية” كإطار يضم العرب مما ربما كان مرحبا به من قبل الفلسطينيين الذين رأوا أن الوحدة العربية هي الملاذ لمواجهة الاستعمار الغربي، رغم أن فلسطين لم تقبل عضوا كاملا في مجلس الجامعة، وبدلا من ذلك يكون لفلسطين مندوب واحد فقط حيث تقرر في ملحق الميثاق الخاص بفلسطين أن يكون لفلسطين ممثلوها في مجلس الجامعة، وذكر فيه أنه لظروف فلسطين الخاصة، وإلى أن يتمتع هذا القطر بممارسة استقلاله فعلا، يتولى مجلس الجامعة أمر اختيار مندوب عربي من فلسطين للاشتراك في أعماله. وكان من أهم ما اتخذته الجامعة من قرارات بشأن فلسطين هو “القرار الصادر في 2 من كانون الأول (ديسمبر) 1945 حول مقاطعة اليهود في فلسطين اقتصادياً.”[36]

الخاتمة

إنّ تحديد الهويّة المميّزة لأيّ شعب هي دائما واحدة من أكثر المواضيع تعقيدا والتي تواجه ذلك الشعب، وبخاصّة مع وجود عدد من العوامل المهدّدة لهذه الهويّة. إلّا أن أكبر عامل تهديد للهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة هو الاستعمار الإسرائيلي بكلّ ما يحمله من قمع وإرهاب لنفي هويّة الشعب الفلسطيني كشعب أصلاني يعيش في وطنه وعلى أرضه.

والهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة واجهت وتواجه هزّات كبيرة تؤثّر على تشكيلتها والدور المنوط بها في كلّ مرحلة. إنّ فهم الهويّة الوطنيّة لهذا الشعب يساعد على فهم احتياجاته ومتطلّباته وتعزيز ارتباطه بالمكان والزمان الذي يعيشه.

المراجع

  • البديري، موسى. “الفلسطينيون بين الهوية القومية والهويّة الدينيّة.” مجلة الدراسات الفلسطينية، ع 21 (1995): 3-27.
  • البشتاوي، محمد. “الهوية الوطنية الفلسطينية في مئة عام (1907-2007).” مؤتمر الهوية الفلسطينية .. إلى أين؟ البيرة: مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني في جمعيّة إنعاش الأسرة، 2008.
  • تماري، سليم، “الهوية وبناء الدولة في الكيان الفلسطيني.” مجلة الدراسات الفلسطينية، ع 32 (1997): 3-9.
  • الجابري، محمد عابد. “المسألة الثقافية في الوطن العربي منذ الخمسينات.” مجلة المستقبل العربي، م30، ع 346 (2007): 6-24.
  • حجاوي، سلافة. “مقدمات الهوية الوطنية الفلسطينية وإشكالياتها: 1871-1914.” مجلة رؤية، ع 10 (2001): 36- 53.
  • حسن، زينب. “التصوير الشعبي والهوية الوطنية الفلسطينية.” مجلّة صامد الاقتصادي، ع 141 (2005): 63-90.
  • خلف، صلاح. فلسطينيي بلا هوية. اريك رولو (محرر)، نصير مروة (مترجم). القدس: صيام للدعاية والنشر، 1980.
  • الدبش، أحمد. “جذور الهوية الفلسطينية منذ أقدم العصور.” صامد الاقتصادي، ع 141 (2005): 11-33.
  • زعيتر، أكرم. القضية الفلسطينية. القاهرة: دار المعارف، 1955.
  • سودنبرج، تيد. “دور الفلاحين الفلسطينيين في الثورة الفلسطينية الكبرى.” في الإسلام والسياسة والحركات الاجتماعية، تحرير ادموند بيرك، ايرا لابيدوس، محروس سليمان (مترجم)، 269-323. القاهرة: مكتبة المدبولي، 2000.
  • عبد الجواد، صالح. مقابلة خاصة بموضوع البحث، جامعة بيرزيت في 7/5/2008.
  • عبد القادر، رضوى. “المكون العربي في الهوية الفلسطينية.” مجلّة صامد الاقتصادي، ع 141 (2005): 113-126.
  • عصمت، معالي أحمد. “المكون الإسلامي في الهوية الوطنية الفلسطينية.” مجلّة صامد الاقتصادي، ع 141 (2005): 127-138.
  • كناعنة، شريف. “نحو دولة فلسطين المتخيلة.” في الهوية الفلسطينية .. إلى أين؟ تحرير شريف كناعنة، 243-253. البيرة: مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني في جمعيّة إنعاش الأسرة، 2009.
  • نصار، عصام. “رشيد الخالدي، الهويّة الفلسطينيّة: تكوين الوعي الوطني المعاصر.” مجلة السياسة الفلسطينية، م 4، ع 18 (1998): 184-188.
  • جبر، يحيى، عبير حمد. “العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني.” http://blogs.najah.edu/staff/yahya-jaber/article/article-24
  • Rashid Khalidi. Palestinian Identity: The Construction of Modern National Consciousness. New York: Columbia University Press, 1997.

الهوامش:

[*] طالبة الدكتوراه في العلوم الاجتماعيّة في جامعة بيرزيت.

[1]رشيد الخالدي، الهوية الفلسطينية: تكوين الوعي الوطني المعاصر (نيويورك: جامعة كولومبيا، 1997)، ص28.

[2]موسى البديري، “الفلسطينيون بين الهوية القومية والهويّة الدينيّة،” مجلة الدراسات الفلسطينية، عدد 21 (1995): ص26.

[3]محمد البشتاوي، “الهوية الوطنية الفلسطينية في مئة عام (1907-2007)،” مؤتمر الهوية الفلسطينية .. إلى أين؟ (البيرة: مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني في جمعيّة إنعاش الأسرة، 2008).

[4]شريف كناعنة، “نحو دولة فلسطين المتخيلة،” في الهوية الفلسطينية .. إلى أين؟ تحرير شريف كناعنة. (البيرة: مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني في جمعيّة إنعاش الأسرة، 2009)، ص.ص243-244.

[5]سلافة حجاوي، “مقدمات الهوية الوطنية الفلسطينية وإشكالياتها،” مجلة رؤية، العدد 10 (2001): ص.ص36-43.

[6]صالح عبد الجواد، مقابلة خاصة بموضوع البحث، جامعة بيرزيت في 7/5/2008.

[7]محمد عابد الجابري، “المسألة الثقافية في الوطن العربي منذ الخمسينات،” مجلة المستقبل العربي، العدد 346 (2007)” ص14.

[8] زينب حسن، “التصوير الشعبي والهوية الوطنية الفلسطينية،” مجلّة صامد الاقتصادي، العدد 141 (2005): ص.ص63-86.

[9]يحيى جبر، عبير حمد، “العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني،”   http://blogs.najah.edu/staff/yahya-jaber/article/article-24

[10] الجابري، مصدر سبق ذكره، ص13.

[11] أحمد الدبش، “جذور الهوية الفلسطينية منذ أقدم العصور،” مجلّة صامد الاقتصادي، العدد 141 (2005): ص.ص11-18.

[12] الدبش، المصدر نفسه، ص.ص24-25.

[13]عصام نصار، “رشيد الخالدي، الهويّة الفلسطينيّة: تكوين الوعي الوطني المعاصر،” مجلة السياسة الفلسطينية، مجلد 4، عدد 18 (1998): ص185.

[14]تيد سودنبرج، “دور الفلاحين الفلسطينيين في الثورة الفلسطينية الكبرى”، الإسلام والسياسة والحركات الاجتماعية. (القاهرة: مكتبة المدبولي، 2000)، ص.ص299-300.

[15]البشتاوي، مصدر سبق ذكره.

[16] عبد الجواد، مصدر سبق ذكره.

[17] الخالدي، مصدر سبق ذكره، ص180.

[18] البشتاوي، مصدر سبق ذكره.

[19]المصدر نفسه.

[20]سليم تماري، “الهوية وبناء الدولة في الكيان الفلسطيني،” مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 32 (1996): ص.ص3-7.

[21]عبد الجواد، مصدر سبق ذكره.

[22]معالي أحمد عصمت، “المكون الإسلامي في الهوية الوطنية الفلسطينية،” مجلّة صامد الاقتصادي، العدد 141 (2005): ص.ص127-129.

[23]المصدر نفسه، ص.ص127-129.

[24]البديري، مصدر سبق ذكره، ص.ص3-6.

[25]عصمت، مصدر سبق ذكره، ص129.

[26] البديري، مصدر سبق ذكره، ص10.

[27]المصدر نفسه، ص.ص12-13.

[28]أكرم زعيتر، القضية الفلسطينية (القاهرة: دار المعارف، 1955)، ص.ص77-78.

[29]عصمت، مصدر سبق ذكره، ص.ص135-136.

[30]رضوى عبد القادر، “المكون العربي في الهوية الفلسطينية،” مجلّة صامد الاقتصادي، العدد141 (2005): ص113.

[31]عبد القادر، المصدر نفسه، ص.ص114-117.

[32]عبد الجواد، مصدر سبق ذكره.

[33]عبد القادر، مصدر سبق ذكره، ص.ص117-118.

[34]المصدر نفسه، ص.ص118-124.

[35]صلاح خلف، فلسطيني بلا هوية (القدس: صيام للدعاية والنشر، 1980)، ص64.

[36]زعيتر، مصدر سبق ذكره، ص.ص156-157.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *